المشاركات

عرض المشاركات من مايو, 2024

العمل الفني على ميزان المشاعر والفكر

العمل الفني أياً كان مسطح أو ثلاثي الابعاد، يعتبران وسيلتين للتعبير الفني والتواصل البصري مع المتلقي، حيث إنهما يعكسان تجارب الفنانـ/ـة كرؤيته الفكرية ورسالته الشعورية بطريقة فنية، ومن خلال هذه الكلمات، سأتعمق في ألا مرئي لأكتشف الطبيعة الذهنية والسيكولوجية التي ينتهجها الفنانـ/ـة في منجزاته الفنية. عند النظر إلى العمل الفني أياً كان، يدخل المتلقي في عالم من الألوان والأشكال والهياكل التي تروي شيء في مكنون الفنانـ/ـة لا يهم إذا كان هذه الشيء واضح ومحدد أو مجرد تجربة بصرية جمالية، فالجمال والفكر يكمنان في القدرة على إثارة العواطف والتفاعل الذهني مع المتلقي أو القارىء إذا أخذنا بعين الاعتبار أن بعض الأعمال أشبه برواية أو قصيدة قد تكبت بلغة بصرية يعتبر الفنانـ/ـة حينها أن لوحته مساحة حرة للتعبير عن ذاته، حيث يستخدم الألوان والأشكال والتقنيات المختلفة لنقل أفكاره ومشاعره وهواجسه. ومع ذلك، يعترض البعض على الأعمال التشكيلية المجردة “التجريدية ، المفاهيمية” ويعتبرونها مجرد أشكال وألوان عشوائية بلا معنى إلا أن التجريد يكمن بسموه فوق مستوى أذهان البشر بشرط أن يكون جزء من الجمال وليس شكل من أش...

قال أيش ‫المعنى في بطن‬ الفنانـ/ـة

صورة
إن أهمية الفن التشكيلي تكمن في أن يكون صادقاً وشاهداً وعاكساً للحقيقة لكل ما هو إنساني بشقيه الملموس والمشهور لا أن يكون مزيفا للواقع منافقا دون فكر ولا رؤى فاللوحة أرقى وأجمل من أن تكون كذلك ومن هنا يعي المتلقي الإنسان مدى ثقافة هذا الفنانـ/ـة ومبادئه وأخلاقه وهل هو متوافق مع أفكاره  ليكون محفزاً له أي المتلقي باقتناء لوحة تحاكي قضيته وهواجسه .  لا اتفاق مع مدرسة كيفما اتفق فبإمكان أي كائناً !! كان أن يمسك فرشاة ويرسم كيفما اتفق وهذا لا يعني ان المعنى في بطن الشاعر مجازاً باستثناء التجريدية لها معايير مغايرة ولكن تمكن الحكاية بارتباط الفنانـ/ـة بمجتمعه وبإنسانيته أكانت شاعريته أو فلسفته أو هواجسه الفكرية بشرط أن لا يكون ارتباطه بشكل سطحي دون التوغل بأعماقه أي المجتمع وفقدان الرابط بين اللوحة والمتلقي هو مخزون الفنانـ/ـة المعرفي والفلسفي وهما المحك الرئيسي لذلك الارتباط فمنهم أي الفنانـ/ـة الفارغ ومنهم الغزير معرفياً. السؤال هنا هل الفن قضية ورسالة أم أنه عمل جمالي من باب الترف وتجميل المكان لا أكثر..!؟ من منظوري النقدي هو كلتا الحالتان: أستثني هنا أعمال ما بعد الحداثة فاللوحة...

النقاد التقليديون وفناني ما بعد الحداثة

صورة
يعاني الفن التشكيلي العربي، وليس فقط السعودي، من مشكلة تتمثل في الخلط بين العمل الفني والفنانـ/ـة؛ حيث يُصدر بعض المنتمين للنقد أحكامهم على الأعمال الفنية استنادًا إلى مظهر الفنانـ/ـة أو مواقفه الشخصية، هذه المشكلة باتت أكثر وضوحًا مع ظهور فناني ما بعد الحداثة، الذين قدموا أعمالًا تجاوزت فهم النقاد التقليديين إن جاز لنا وصفهم وعامة الناس الذين يرتكزون على رغباتهم، مما أدى إلى مواجهتهم بالرفض أو بالتقليل من شأنهم أي فناني ما بعد الحداثة حتى لو قدموا أعمالًا مستوحاة من القرآن الكريم، فإنها تُرفض بسبب الأحكام المسبقة على الفنانـ/ـة نفسه، وهذا يُعد ظلمًا للعمل الفني قبل أن يكون ظلماً للفنانـ/ـة. سأقوم بتحليل هذه المشكلة وأسبابها؛ فالمشكلة تكمن في نظرة الجمهور السطحية التي هي بمثابة مرجعية لأولئك النقاد، حيث يُقيّم الجمال بناءً على منطق إما أبيض أو أسود أي أن يكون العمل الفني جميل أو قبيح من منظور كلاسيكي، وهذا النقص في المفهوم البصري يتراكم مع الفرد منذ الطفولة، ويتعزز بمرور الوقت، مما أدى إلى الخلط بين الفنانـ/ـة والعمل الفني، لذا لا ينبغي أن يكون مستغربًا أن يجد المتلقي صعوبة في تقبل...