نظرية الهلع الأخلاقي وفنون مابعد الحداثة
عندما نتحدث عن نظرية الهلع الأخلاقي المرتكزة على الصراع، الذي ينشأ عندما يتعارض سلوك الفرد مع قيمه أخلاقية يشعر المجتمع بالهلع والتوتر نتيجة لهذا التصادم، حيث يعيش أي الإنسان كونه نقطعة م لدائرة المجتمع، في حالة من القلق الأخلاقي الثقافي، بسبب عدم قدرته على تحقيق التوافق بين ما يعتقده وما طرى على ممارساته المعتادة وتصادمها، مع كل جديد يطال المجتمعات المحافظة أو المتمرتسة خلف سد شاهق مِن العادات – إن جاز التعبير – ومن تلك التصادمات #الثقافية مع الفنون عامة وخصوصاً #فنونمابعد_الحداثة، التي تعتبر تياراً فنياً ينكر أو يتجاوز القيم التقليدية لدى الفنون الكلاسيكية والحديثة، ويستكشف التجارب والمفاهيم الجديدة ويتسم بالتعددية والتحرر من القيود التراثبة المترسخة بالذهنية العربية، التي يراها البعض مسلمات لا يمكن المساس بها، فتتعارض هذه الفلسفة أو نهج ما بعد الحداثة مع قيم تلك المجتمعات، والبعض الآخر يضعها بموضع العادات القابلة للتجديد.
علماً أن التصادم هنا لا يقتصر بين #الهلعالأخلاقي الثقافي وفنون ما بعد الحداثة،يمكن أن يحدث في عدة مجالات في حياتنا لاسيما الموجة الرقمية التي نمر بها، ولكنني سوفاكتفي بامثلة تعنى بالفنون البصرية منها مجازاًوليس حصراً؛ #الخطالعربي القاعدي قد تطور إلى العديد من أنواع الخط، مثل الكوفي والفارسي والثلث والديواني، وعندما نتابع تطور الخط الديواني القاعدي تحديداً نجده تجدد وتطور إلى الديواني الجلي؛ وبسبب الهلع الأخلاقي الثقافي لم يؤمن خطاطي الخط القاعدي بالخط الديواني الجلي، إلا بعد مرور مائة عام تقريباً على ابتكاره، وهو أي الخط الديواني الجلي لا ينطوي تحت أي قاعدة.!
والفنون الادائية والمسرح الصامت المثير للجدل، قد يتم تقديم أعمال فنية تتناول قضايا أخلاقية لا يتقبلها البعض مثل الايحاءات الجنسية أو التذمر من الدين أو حتى نقد السياسة، قد يثير هذا المنتج الإبداعي استفزازاً لدى البعض الذين يتمسكون بقيم أخلاقية ويضعونه بموضع المنتج الهابط وبالتالي ينشأ هلع ثقافي حد التصادم.
#الشاهد_هنا لاشك أن نظرية الهلع الأخلاقي مع فنون ما بعد الحداثة، يعكس تصادم وتوتر يمكن أن ينشأ بين قيم الفنون التقليدية، وعادات المجتمع من جانب والتجارب الفنية الجديدة ممثلة بما بعد الحداثة من جانب آخر، ومع ذلك يمكن أن يكون هذا التصادم مفيداً للتفكير وتوسيع الآفاق الثقافية كما يمكن أن تعمل الأعمال الفنية المثيرة للجدل كمنبر للحوار والتفكير المتنوعة تساهم الفنون ما بعد الحداثة في تحرير النمطية الذهنية التبعية، وتحفيز على التفكير النقدي بفهم واحترام للتنوع والتعددية، وأن نستفيد من هذه النقاشات لتطوير مداركنا المعرفية، للرقي بفلسفة الفن التشكيلي.🚶🏻
🖋️ جلال الطالب
تعليقات
إرسال تعليق
اهلا بك