لوحات العلاوي تعكس عمق تاريخنا السعودي باسلوب حداثي

عند الحديث عن المشهد التشكيلي في المملكة العربية السعودية، لا يمكن بأي شكلٍ كان أن نغفل عن الفنان القدير سعيد العلاوي وإسهاماته الكبيرة في إثراء المشهد التشكيلي السعودي عامة والحجازي خاصة وترسيخ هوية التشكيل الحداثي في الذاكرة الثقافية .
في معرضه الشخصي العاشر بجدة جاليري داما آرت تميزت أعمال سعيد العلاوي بالتنوع والتعدد التي ارتكزت على التراكم المعرفي والفني، حيث يعبّر عن رؤية ذهنية أو فكرية إن جاز التعبير من خلال تعامله مع العناصر الجمالية ومزج الألوان وتجانسها بطريقة فريدة ومبتكرة، وغالبًا ما تنطوي على رموزية الأبواب والنوافذ التي تعكس التراث الثقافي الحجازي السعودي بأسلوب فني متفرد، ويستخدم الألوان الدافئة والمتناغمة، ويبرز الإضاءة والظلال في أعماله، ومن حيث لا يعلم يضفي جواً من الحنين إلى الماضي .

من الأعمال البارزة لسعيد العلاوي، يمكن الإشارة إليها  مجازاً وليس حصراً لوحة "شيء مني"، التي استخدم بها العناصر الطبيعية والألوان المتجانسة عن العلاقة المتجددة بين الإنسان وتراكمية التراث كما يُلاحظ في أعماله الأخرى استخداماً مميزاً للخطوط والأشكال بانسيابية الألوان والتراكيب المعمارية، ولا يتوقف الأمر عند حدود أطراف البُعد الجمالي كجزء من التراث وحسب، بل يتعلق الأمر بخلق مساحة حوار بين المتلقي وبين اللوحة؛ مليئة بالتساؤلات الفكرية والرمزية. 

حقيقة تعد إسهامات سعيد العلاوي الفنية والثقافية مثالاً رائعاً على تطور المشهد التشكيلي في السعودية حيث يعمل على تعزيز الحوار الثقافي والفني، وتشجيع النقاش والتفاعل بين الفنانين الكبار منهم والصغار الذي يغمرهم دوماً بتواضعه، ينشر معرفته وخبرته الفنية مع الأجيال الناشئة من الفنانين كأنما هو الشجر المثمر كلما أثمر انحنى تواضعاً للعابرين به ليستقوا من ثماره .

اتسأل هنا أين الجهات الحكومية ورجال الأعمال من أعمال سعيد العلاوي التي تعبر عن الثقافة والهوية السعودية بامتياز وبطريقة مغايرة فنجدها تحكي لنا ابعاد التراث وعمق تاريخنا السعودي باسلوب حداثي حيث لغة الآخر من الآمم .
جلال الطالب
لوحة شيءً مني الفنان سعيد العلاوي 




تعليقات

  1. شكرا جزيلا اخي جلال الطالب
    الله يرفع قدرك ويعلي شأنك 🙏

    ردحذف

إرسال تعليق

اهلا بك

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

العيون بالتشكيل السعودي: نوافذ على الروح والهوية.

اشكالية الخيال : بين المنطق والجنون.

تجليات التفاهة في مرايا العظمة المكسورة