الذكاء بين المعرفة والخيال



يعتبر الذكاء كمفهوم ذهني يشغل تفكير البشر منذ الأزل، ورغم ذلك لا يزال يحيط به الكثير من الغموض الشيء الكثير، لو تسألنا عن العلامة الحقيقية للذكاء؟ التي تميز البعض عن سواهم ياترى هل هي المعرفة العميقة في تخصصاً ما..!! ربما القدرة على حل مسائل التفاضل والتكامل المعقدة؟ أو قد نجد إجابات متنوعة على إحدى الأسئلة لم تخطر على بالنا؛ إلا أن هناك وجهة نظر تقول إن الايقونة المميزة للذكاء هو التخيل والخيال وهو القادر على إبداع الأفكار والتصورات الجديدة، وهو محرك الابتكار والاختراع والتغيير، في العالم والإنسانية؛ عندما نتحدث عن الخيال، فإننا نعني القدرة على رؤية الأشياء بشكل مختلف ومغاير عن المألوف، لكونه يتجاوز الحدود المعتادة للتفكير لدى عامة الناس وكثيراً ما يقودنا أي الخيال إلى عوالم واكتشافات جديدة، وإلى حلول لاشكاليات تستبق حاضرنا التي كانت في وقت ماض من المستحيلات .

يجبرنا الحديث هنا أن أتذكر أشخاصاً عظماء في تاريخ البشرية منهم؛ مجازاً وليس حصراً الفارسي المسلم من أهل السنه والجماعة أبو عبد الله محمد الخوارزمي عالم رياضيات وفلك وجغرافيا يعتبر من أوائل علماء الرياضيات حيث ساهمت أعماله بدور كبير في تقدم الرياضيات في عصره لهذا سميت خوارزميات البرمجة الحاسوبية باسمه.
 والصربي نيكولا تسلا فيزيائي ومهندس كهربائي وميكانيكي اشتهر بإسهاماته في تصميم نظام التيار المتردد الرئيسي وفي التهاتف والهندسة الكهربية .
 والالماني يوهان غوتبيرغ هو واحد من أشهر المخترعين الذي ذاع صيتهم بالعالم، كونه مخترع الطباعة الحديثة فهيا أشبه بالثورة في مجال العلم ونشر المعرفة في كافة المجالات الثقافية والسياسية اﻷجتماعية والصناعية فـ غوتبيرغ من الذين صنعوا فارقاً حقيقياً في عالمنا بفضل قدرتهم على التخيل والابتكار؛ بما أننا أتينا على ذكر المعرفة، هناك رأي يقول أن المعرفة هامة بل تصل بأهميتها ان تكون أهم من الخيال؛ حقيقة لا أميل إلى هذا الرأي ولكنني أحترمه يبدو لي أن المعرفة هي وسيلة فقط للوصول إلى الخيال والتخيل المبني على أسس معرفية كي يستوعب الخيال البعض ممن يؤمنون بالمنطق والواقع.

وعليه تاريخ البشرية يشهد على دور الخيال في تطور العلوم والتكنولوجيا فقد يبدو الأمر مستحيلاً في بعض الأحيان، لكن بفضل الخيال، تم تحقيق الكثير من التقدم على سبيل المثال، قبل 100 عام كانت رحلة الإنسان من منطقة الجوف إلى الدرعية تستغرق شهر ونيف أما بوقتنا الحاضر بساعة وثلث نكون في قلب الرياض لم يكن هذا إلا بفضل خيال الأذكياء ومنهم عباس بن فرناس.

وما يثير نشوتي حد الدهشة عندما اتحسس الخيال بالفنون والأدب من خلال الروايات واللوحات الفنية والشعر، يحملنا الفنون والأدب إلى عوالم مختلفة ويثير فينا المشاعر والتفكير، نحيا في عوالم غير محدودة حيث لا قيود للزمان أو المكان والإنسان.

الشاهد هنا يجب أن نعترف بأن تميز الذكاء يكمن بالخيال وليس بالمعرفة؛ بل أن الخيال الإبداعي الذي يمتلك قدرة على التصور والتخيل والتفكر يمكننا من تحقيق إنجازات عظيمة سواء في التعليم أو العلوم أو الفنون والأدب أو غيرها من المجالات .
السؤال يجتاح خيالي بهذه اللحظات: هل الذكاء الاصطناعي سيتفوق على خيال الذكاء البشري، وينقلنا من الأرض إلى المريخ في لحظات ..!؟
🖋️جلال الطالب


تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

العيون بالتشكيل السعودي: نوافذ على الروح والهوية.

اشكالية الخيال : بين المنطق والجنون.

تجليات التفاهة في مرايا العظمة المكسورة