إسرائيل لا تركض إلا حين ترى ظلّ أمريكا يتأرجح


في ظاهر الصورة تبدو إسرائيل كمن ينهش بأنيابه كل من حوله: تقصف دمشق، تغتال في بيروت، وتعيد احتلال أجزاء من الجنوب السوري. تُطلق صواريخها بيد، وتوزع ابتسامات “السلام الإبراهيمي” بالأخرى.
لكن مَن يحدّق قليلًا في ملامح هذا الكلب اعزكم الله ، يدرك الحقيقة المرعبة: إسرائيل تركض لا لأنها واثقة، بل لأنها خائفة.
كلب مسعور، نعم، لكنه مسعور لأنه شمّ رائحة سقوط سيده، الأمريكي كما نعرفه، لن يختفي بين عشية وضحاها، لكنه سيُصاب الآن بما يشبه الانفصال العصبي بين دماغه وأطرافه .

تكساس تتململ، وكاليفورنيا تمارس الاستقلال بطريقتها، ونيويورك باتت مختطفة من رجال أعمال لم يعودوا يختبئون خلف الستار، بل باتوا هم المسرح.

هل ستبقى أمريكا إمبراطورية؟
ربما ستبقى بصيغة ما لكن روحها تنهار:
لا مشروع وطني يجمعها، لا قيم مشتركة تُوحِّدها، والمال ابتلع صوت الشعب حتى أخرسه.

وإسرائيل، التي كانت طيلة عقود طفلة مدلّلة في حضن واشنطن، باتت تتلفّت حولها وتقول في سرّها: ماذا لو غاب الكلب الأمريكي العملاق فجأة؟
ولهذا فهي تحاول اليوم أن تحقّق ما لم تحققه في خمسين عامًا، خلال خمس سنوات فقط.
تلتهم الأرض، وتُسكت الجيران، وتُشيطن كل من يتردد.
ليست في عجلة لأنها قوية، بل لأنها تخشى أن تكون هذه آخر فرصة قبل أن يتهاوى العملاق الأميركي، أو ينكمش إلى داخل حدوده ليعالج نفسه أولًا.

الشاهد هنا..:
في المرة القادمة التي ترى فيها صاروخاً إسرائيلياً يسقط على دمشق أو طيف طائرة يعبر الجنوب اللبناني وقنابل تنهمر على غزة، لا تسأل: “لماذا الآن؟
السؤال هو:
“ما الذي تعرفه إسرائيل عن مستقبل أمريكا، ولا نعرفه نحن؟
🖋️جلال الطالب



تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

العيون بالتشكيل السعودي: نوافذ على الروح والهوية.

اشكالية الخيال : بين المنطق والجنون.

تجليات التفاهة في مرايا العظمة المكسورة