المشاركات

إسرائيل لا تركض إلا حين ترى ظلّ أمريكا يتأرجح

صورة
في ظاهر الصورة تبدو إسرائيل كمن ينهش بأنيابه كل من حوله: تقصف دمشق، تغتال في بيروت، وتعيد احتلال أجزاء من الجنوب السوري. تُطلق صواريخها بيد، وتوزع ابتسامات “السلام الإبراهيمي” بالأخرى. لكن مَن يحدّق قليلًا في ملامح هذا الكلب اعزكم الله ، يدرك الحقيقة المرعبة: إسرائيل تركض لا لأنها واثقة، بل لأنها خائفة. كلب مسعور، نعم، لكنه مسعور لأنه شمّ رائحة سقوط سيده، الأمريكي كما نعرفه، لن يختفي بين عشية وضحاها، لكنه سيُصاب الآن بما يشبه الانفصال العصبي بين دماغه وأطرافه . تكساس تتململ، وكاليفورنيا تمارس الاستقلال بطريقتها، ونيويورك باتت مختطفة من رجال أعمال لم يعودوا يختبئون خلف الستار، بل باتوا هم المسرح. هل ستبقى أمريكا إمبراطورية؟ ربما ستبقى بصيغة ما لكن روحها تنهار: لا مشروع وطني يجمعها، لا قيم مشتركة تُوحِّدها، والمال ابتلع صوت الشعب حتى أخرسه. وإسرائيل، التي كانت طيلة عقود طفلة مدلّلة في حضن واشنطن، باتت تتلفّت حولها وتقول في سرّها: ماذا لو غاب الكلب الأمريكي العملاق فجأة؟ ولهذا فهي تحاول اليوم أن تحقّق ما لم تحققه في خمسين عامًا، خلال خمس سنوات فقط. تلتهم الأرض، وتُسكت الجيران، وتُشيطن كل ...

اللوحة ليست متدنية… بل الخيال هو الغائب.

صورة
لا  توجد  ⁧‫ لوحة ‬⁩  متدنية   المستوى؛   ولكن   يوجد  ⁧‫ فنانـ ‬⁩/ ـة   يجهل   مكامن   الخيال   بقدراته   الفنية .  حقيقة..  لا توجد لوحة متدنية المستوى، فالقبح في التشكيل ليس بصريّاً بقدر ما هو خذلانٌ للخيال والفكر، أو بالأحرى انقطاعٌ بين الفنانـ/ـة ومكامن الإشراق الكامن في ذهنه . ‏في كل سطحٍ مرسوم، وإن بدا باهتاً للوهلة الأولى، ثمة أثر لما لم يُقَال، لما لم يُستكمل بعد، أو لما لم يُكتشف بعد في ذات الفنانـ/ـة. ليست المشكلة في قلة المهارة، فهذه يمكن استدراكها مع الممارسة؛ بل في جهل الفنانـ/ـة بمفاتيح مخيلته، في تواضع تصوراته عن قدرته على اختراق السطح الأبيض، وتحويله إلى تجسيد للروح والمشاعر . الفن لا يُقاس بوفرة الألوان أو انسجام التكوينات وحدها؛ بل بقُدرة اللوحة على أن تنقلنا نحو ما لا يُقال، على أن تهز فينا الذائقة الساكنة والدهشة، أو أن تضعنا في مواجهة أنفسنا كحقيقة مطلقة، وعندما يغيب هذا الحس، لا لضعف الفنانـ/ـة، بل لضعف القدرة على ملامسة أيقونة الخيال، فتصبح اللوحة أشبه بمشهدٍ ميت، خالٍ من التوتر، من الدهشة، من ...

تجليات التفاهة في مرايا العظمة المكسورة

تجليات التفاهة في مرايا العظمة المكسورة في زمن باتت فيه القيم تُعرض في المزاد، وتُشترى المكانة لا بالمنجز بل بالصوت الأعلى والإغراء. في لوحاتي، كثيراً ما أرسم ظلالاً لا أجساد لها، رموزاً لا تحمل معنى، تماثيل بوجوه ضاحكة وأقدام طينية؛ لا أفعل ذلك عبثاً، بل لأن الزمن الذي نعيشه قد رفع التافهين فوق المنابر، وزيّن لهم أوسمةً من زيف، بينما العظماء، أولئك الذين صاغوا وجدان الأمة وسكبوا أرواحهم في تفاصيلنا، يُسحبون إلى الظل، ويُمنعون حتى من آخر مساحة في الذاكرة الفنية. حقيقة.. التفاهة ليست خفة لون، بل خفة عقل. هي ذلك اللون الرمادي الذي يلتهم كل ما حوله من ألوان، فلا يبقي للجمال حقه ولا للعقل مساحته، حين نحتفي بتافه، لا نمنحه مجرد تقدير مؤقت، بل نعيد صياغة معايير القيمة، نتنازل عن الفكر لصالح الضجيج، عن الأصالة لصالح المحتوى السريع، وعن الفن لصالح الهرطقة الرخيصة. أما العظماء، فهم أولئك الذين صنعوا الفارق بصمت، في حروفهم نار، وفي أعمالهم مساحات من ضوء؛ حين نُسقطهم في دهاليز النسيان لا نُسقطهم وحدهم، بل نُسقط نحن أيضاً من الرقي الفكري نهين ذاكرتنا الفنية، نهين ضمائرنا التي كانت تميز بين القبح و...

العيون بالتشكيل السعودي: نوافذ على الروح والهوية.

صورة
الفن التشكيلي ليس مجرد خطوط وألوان تُلقى على سطح اللوحة، بل هو انعكاس فلسفي عميق لتجربة بنو إنسان في امتزاجه مع التاريخ والثقافة وفي المشهد التشكيلي السعودي، يبرز هذا الفن كمساحة إبداعية تتجاوز حدود اللوحة لتُصبح شاهدة على هويةٍ وطنيةٍ وفرديةٍ متفردة، تتحول الريشة إلى أداةٍ تفك رموز الذات، وتصبح اللوحة فضاءً لا متناهِ لتجسيد المعاني والرسائل، في قلب هذا المشهد، نجد "العيون" قد استأثرت بمكانة رمزية لا تخفى على المتلقي ولا المهتم والناقد، إذ باتت نافذةً تتدفق منها روح التشكيل السعودي بكل ما تحمله من أصالة وحداثة.     العيون لدى الفنانـ/ـة السعودي ليست مجرد عنصر بصري عابر؛ بل هي مجاز كالمعاني تنبض بالحياة، أشبه بكوكبة من القصائد الصامتة التي تتحدث بلغة تتجاوز حدود الكلمات، بل هي مرآة ثرية بالتعبير عن المشاعر، وعلامة فنية تحمل بين طياتها عمقاً ثقافياً.   في العيون، نجد الفنانـ/ـة السعودي قد أبدع في تحويلها إلى حالة تعبيرية غنية؛..بياضها، وسوادها، وكحلها وظلالها تبدو وكأنها ذاتٍ أُخرى للمجرة تهمس بأسرارٍ دفينة بمداها ألا متناهِ عن الهوية والروح، حين يرسم الفنانـ/ـة السعودي عيو...

اشكالية الخيال : بين المنطق والجنون.

صورة
مشكلة الخيال أنه منطقي جداً، في أذهان المبدعين؛ بينما هو شيءٌ كالجنون في عقول العابرين. في عالم الفكر والإبداع، يتجلى الخيال كأحد أعظم القوى الخفية التي يمتلكها بنو إنسان هو ذلك الفضاء أللا محدود الذي يسمح للعقل بأن يحلق بعيداً عن حدود الواقع الضيقة، ليبتكر عوالم جديدة وأفكاراً غير مألوفة؛ ولكن مع ذلك الخيال ليس مفهوماً بسيطاً أو مفهوماً للجميع بذات النمطية والطريقة لهذا بدأت المقال بمقولة قد كتبتها منذ زمن "مشكلة الخيال أنه منطقي جداً، في أذهان المبدعين؛ بينما هو شيءٌ كالجنون في عقول العابرين." هذه الكمات تنطوي على تناقض ظاهري، لكنها تحمل في طياتها حقيقة عميقة للمعنى حول طبيعة الخيال وطريقة تلقيه من قبل مختلف العقول . الخيال في أذهان المبدعين: له منطق خاص..! عندما نتمعن بالخيال من منظور الإبداع، نجد أن المبدعين يرون فيه منطقاً خاصاً، بذهنية تتجاوز قواعد الواقع ولكنه لا يخلو من عصف داخلي، فالعقل المبدع يستطيع أن يبني عوالم خيالية متكاملة، ترتبط فيها الأفكار بطريقة تجعلها تبدو منطقية ومتماسكة بالنسبة لصاحبها.. على سبيل المثال، تأمل في أعمال السعودي عبدالناصر غارم "الرسالة...

الفنانـ / ـة X وفنانـ / ـة F واختلاف توجهاتهم

صورة
#الفن_التشكيلي يأخذ أشكالًا مختلفة ويعكس مجموعة متنوعة من الرؤى الفكرية والمشاعر العاطفية أو أشياء بعيدة عن هذا وذاك؛ إلا أنه ينبغي علينا أن ندرك أن الفنانين التشكيليين لديهم خلفيات وأهداف مختلفة، وهذا هو ما يجعلهم يتجاوزون بخيالهم الحدود المنطقية ويقفزون خلف أسوار التوقعات في إبداعاتهم. يجبرني المقام أن أستشهد بمثال إذا اعتبرنا الفنانـ / ـة X وفنانـ / ـة F هما أشخاص مبدعون يتمتعون بمواهب فريدة وأساليب فنية مميزة، إن السبب وراء اختلافهم بتجسيد لوحاتهم يمكن أن يكون مرتبطًا بالهواجس الشخصية والتجارب المختلفة، التي مروا بها أو الثقافة المعرفية المختزلة في أذهانهم. إذا افترضنا أن لدى الفنانـ / ـة X هاجس محدد يعكسه في أعماله الفنية طبيعة الحياة، أو الحب، أو السياسة، أو أي موضوع آخر يثير شغفه يعمل على تجسيد هذا الهاجس من خلال فنه، وبالتالي ينتج أعمالًا فنية تعبر عن رؤيته الخاصة وتلهم المتلقى أو القارىء إن جاز التعبير. من ناحية أخرى، قد يكون لدى الفنانـ / ـة F غاية مختلفة في ممارسة الفن التشكيلي قد يكون الهدف الأساسي له هو الظهور والشهرة ليس إلا، قد يختلف معه البعض إلا أنه أبدع في تحقيق هدفه ...

الذكاء بين المعرفة والخيال

صورة
يعتبر الذكاء كمفهوم ذهني يشغل تفكير البشر منذ الأزل، ورغم ذلك لا يزال يحيط به الكثير من الغموض الشيء الكثير، لو تسألنا عن العلامة الحقيقية للذكاء؟ التي تميز البعض عن سواهم ياترى هل هي المعرفة العميقة في تخصصاً ما..!! ربما القدرة على حل مسائل التفاضل والتكامل المعقدة؟ أو قد نجد إجابات متنوعة على إحدى الأسئلة لم تخطر على بالنا؛ إلا أن هناك وجهة نظر تقول إن الايقونة المميزة للذكاء هو التخيل والخيال وهو القادر على إبداع الأفكار والتصورات الجديدة، وهو محرك الابتكار والاختراع والتغيير، في العالم والإنسانية؛ عندما نتحدث عن الخيال، فإننا نعني القدرة على رؤية الأشياء بشكل مختلف ومغاير عن المألوف، لكونه يتجاوز الحدود المعتادة للتفكير لدى عامة الناس وكثيراً ما يقودنا أي الخيال إلى عوالم واكتشافات جديدة، وإلى حلول لاشكاليات تستبق حاضرنا التي كانت في وقت ماض من المستحيلات . يجبرنا الحديث هنا أن أتذكر أشخاصاً عظماء في تاريخ البشرية منهم؛ مجازاً وليس حصراً الفارسي المسلم من أهل السنه والجماعة أبو عبد الله محمد الخوارزمي عالم رياضيات وفلك وجغرافيا يعتبر من أوائل علماء الرياضيات حيث ساهمت أعماله بدور ك...